مبعثرةٌ هي الحياة تقطعها كما لو أنّك تركضُ في شارعٍ شعبيّ يعمّهُ الضوضاءُ والضجيج قاصدِاً ذلك المتجرُ الذي تعتقدُ أنّه سوف يُلبّي ما تُريد تتعبُ، تلهثُ، تتعثّرُ، تسقطُ ثم تكملُ المسير لذلكَ الهدفُ المنشود تصلُ إليه، تستعدّ أن تحُطَّ رحالك عندهُ، فتدركُ حينها أنّه ليس كافياً لأحتياجك وأن عليك أن تقطعَ مسافةً أخرى لتِصلَ إلى متجرٍ أخر كان قد بَدا مُدهشاً من بعيد تصلُ إلى ذلك المتجرِ، حيث تُعاد الكرّة مرةً أخرى لتبقى تحملُ رحالك وانتَ مهووسٌ بتلك المحطاتِ السرابيةِ المُمتدّة تتوقفُ مُتعباً قد استنفذتَ ما عندك، تنظرُ خلفك إلى كل الاشياء الّتي فوّتها، ضحكات المارّة الّذين كانوا حولك اثناء الطريق، لقاءاتُ الاصدقاء الّتي أجلتها، أحاديث الأهل التي كانت قد تزعجك احياناً أنغام الموسيقى التي أهملتها، الطبيعة الخضراء التي أشحت عنها، ولحظات التأملِ التي تخطيتها . تدرك كل هذا، ليطغى عليكَ الندمُ بسحابهِ الأسود ليُشيرَ إلى وقتِ الرحيل فتكون حينها راحلاً خسر لذّة الطريقِ من أجل محاولةِ الوصول