يَا تُرَى مَن كُنتُ أَنتَظِرُ ؟ لَا شَيْءَ وَاضِحًا، وَلَكِنَّنِي كُنتُ أَتَرَقَّبُ كُلَّ يَومٍ، عَلَى شُرْفَةِ الهَاتِفِ، أَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا، كَأَنَّهَا كَانَتْ أَعْوَامًا طَوِيلَةً، اِنْتَظَرْتُكِ دُونَ أَنْ أَغْفُلَ، أَوْ أَخُونَكِ فِي ذَاكِرَتِي.. وَحِينَ عُدْتِ، متجاهلاً صوت العقل الذي كان يُواجهني بالحقيقة و بكِ، صَمَمْتُ أُذُنَيَّ لِلحَقِيقَةِ دوٰوماً ، لِأَسْمَعَ صَدَى حُبِّي فِي كَلِمَاتِكِ. وَلَكِنْ، لِمَ أَوْهَمْتِنِي بِوَهْمِكِ ؟ لِمَ دَفَعْتِنِي إِلَى دَرْبِ عِشْقٍ لِمَ أَلْقَيْتِ بِيَ ثَانِيَةً فِي عَتَمَةِ الأَلم ، يَا شَمْسِي وَقَمَرِي ؟ لمَ آعَدْتِنِي إِلَى نقطة الصفر ، .. بداية المعاناة و الخيبة .. لَمْ يُقَدَّرْ لَنَا أن نلٌتقْي مُجَدَّدًا. هكذا علَّمَتْنِي الحياة أنَّ شَّمْسَ العِشقِ لا تُشرقُ دائمًا لمن يترقَّبها. ألبرت بطرس.