ومنذُ جمعتنا الأيام يا عزيزتي، أدركت تمامًا كيف يستطيع الإنسان أن يكون دواء للروح. شيء ما في عينيكِ، أو وجهكِ، أو كلك، يفتح لي بابًا فأدخل من ظلام إلى نور. بيننا أميال تباعدنا، لكن صدقيني يا عزيزتي أن الروح بالروح تتصل، أحملكِ بالروح أينما ذهبت، في مكان أعمق بكثير مما تظنين، لا أعلم ماذا يصيبني في الحقيقة عندما تضحكين، فكل ضحكة على وجهك كأنها على قلبي، كأنها صدى أغنية تتكرر بداخلي ولا ينتهي. أحبك على مدى سبع وعشرين ساعة يوميًا، وأجدك في كل شيء، أجدك بيني وبين ذاتي دائمًا. يجري حديث بيني وبينك في صمت المسافات، كل لحظة تمر تجعلني أشعر بوجودك أكثر، فتتداخل أرواحنا كأنها خيوط من نور. أقوم بخلط ماء العين مع صورتك، أعمل هذه التجربة كل يوم لعلي أتوصّل إلى لقاء، أحاول الاقتراب منكِ دائِمًا، ف كل ما شعرت بُقربك أشعر بالسلام يحاوط قلبي ويتلاشى الحزن، دائمًا أقترب منكِ أكثر فـَ أينما كنتِ أنتِ، كانَ وطني. - عهد النعيمي