“نظرتُكِ القلقة حزينةٌ، وتوَّاقةٌ إلى اختراق خاطري. هكذا يبتغي القمر اختراقَ البحر. أنتِ محيطةٌ معرفةً بحياتي كلِّها، فأنا لم أُخفِ عنكِ شيئًا، ولذلك أنت تجهلين كلَّ شيءٍ عنّي. لو كانت حياتي حجرًا كريمًا، لكنتُ حطّمتُه إلى مئة قطعةٍ، ونظمتُ من هذه الشظايا قلادةً أطوّقُ بها جيدَكِ. لو كانت حياتي مجرَّد زهرةٍ رقيقةٍ صغيرةٍ، لاقتطفتُها من جذعها، وزيَّنتُ بها شعرَكِ. ولكنّ حياتي هي قلبٌ، يا حبيبتي! وهل للقلب حدودٌ؟ إنّكِ تجهلين حدود هذه المملكة، مع أنّكِ مليكتُها. لو لم يكن قلبي سوى مُتعةٍ، لرأيتِه يزهرُ ابتسامةً رقيقةً، ولاخترقته في لحظةٍ. ولو لم يكن سوى ألَمٍ، لذاب دموعًا صافيةً، فاضحًا سرَّه من غير أن يتفوَّهَ بكلمةٍ. ولكنّه حبٌّ، يا حبيبتي. متعتُه وكمدُه بلا حدودٍ، وحياته ببؤسِها وغناها أبديّةٌ. إنّه قريبٌ منكِ، مثل قربِ حياتِكِ منكِ. ولكنَّكِ لن تحيطي به، أبدًا، معرفةً كاملةً.. |طاغور