خذلان غزة شرخٌ عميق في الضمير الجمعي، سيتحوّل مع الوقت إلى تفسّخ في القيم، وتهاوٍ في الثقة، وتآكلٍ للكرامة. من يتواطأ اليوم بالصمت، سيُدفَع غدًا إلى الركوع، ومن يرى الجريمة ولا يرفع صوته، سيعتاد الظلم حتى يفقد الإحساس به. غزة، بما هي عليه من صمود، لا تُدين القاتل وحده، بل تفضح المتواطئ، وتعرّي المتردد، وتدين الساكت. غزة ليست وحدها التي تُحاصر… بل يُحاصر معها كلّ ضمير صامت، وكلّ كرامة شاردة، يُبنى حولها جدار من الوهم والعار. فالعاقبة، وإن تأخّرت، لا تُخطئ أحدًا. وغدًا، حين تُراجع الأمم صفحات هذا الزمن، سيُكتب هناك، وبكل خجل: “خذلوا غزة… فسقطوا جميعًا.”
تم النسخ