عن الحياة

كأنّ الحياة قرّرت أن تختبر صبري على نحوٍ قاسٍ! تريني أحلامي تُولد بين يديّ ثم تسحبها منّي ببطءٍ موجع كمن ينتزع النفس من صدرٍ أنهكه البكاء. كم مرّةٍ حلمتُ حتى أوجعني الحلم؟ كم مرّةٍ رسمتُ طريقي على مهلٍ فأتى القدرُ ومسحه كأنّه لم يكن؟ كلّ ما أردتُه، صار يُزهر في أرضٍ ليست أرضي ويُذكر باسمٍ ليس اسمي كأنّ نصيبي في هذا العالم أن أرى الأشياء تُشبهني لكن لا تكون لي أنا لا أحزن لأنّ الحلم ضاع بل لأنّ قلبي صدّق أنّه سيُصبح يومًا حقيقة. الخذلان الذي يسكنني الآن أعمق من أي جرحٍ مرّ بي. خذلني القريب قبل البعيد، خذلني من قلتُ عنه لن يتركني، خذلني حتى الأمل، حين توقّف عن زيارتي. أشعر وكأنّ كلّ شيء بداخلي يذوب كأنّ روحي تنكمش لتصير رمادًا تتلاشى الأحلام مثل دخانٍ في الريح وأنا أحدّق فيها بعينين لا تملك سوى البكاء. ما أقسى أن تعيش سقوطك بصمت أن تُخفي انكسارك عن العالم لأنّ لا أحد يفهم ولا أحد يريد أن يفهم. تعبت… تعبت من التظاهر بالقوّة من قول أنا بخير بينما قلبي ينهار ببطءٍ لا يُسمع. تعبت من مواجهة العالم وحدي من الصمت الذي يخنق صدري من الوحدة التي صارت بيتي كلّ شيء من حولي يمضي وأنا هنا، عالقة بين ما تمنّيت وما لم يحدث بين حلمٍ لم يتحقّق وواقعٍ لا أستطيع قبوله. إنها أبشع أيام حياتي الأيام التي أشعر فيها أنني لم أعد أنا أنني مجرد ظلّ لإنسانةٍ كانت تحلم تحب، وتؤمن ثم سقطت ولم يمدّ أحدٌ يده لتنهض. وها أنا الآن… أنظر إلى السماء فلا أرى إلا وجعًا، وأسمع صوتي في الصمت يهمس: يا الله، لا أريد أكثر… فقط اجعل هذا الألم يهدأ. - نُصوص عميّقة

تم النسخ
احصل عليه من Google Play