وفِي ليل قُرمزيّ، مقمرٌ ذو ضوء ساحِر، وكأنّ قبعة الظلامِ قد أزيلت، وأُبْدِلت بتاج يتربعه اللؤلؤ المُضيء وتُشرِق الشمس منه، تذكّرتُ نسيمَ الحياةِ التِي لا تقوم الحياةَ إلا به، وتُنعش الأوقات بوجودِه، ذلكَ الفيْلمُ الذِي قد جُمِعَ بِه مالا يُجمع فِي شخص واحِد، تذكّرت من قال فيهِ الشاعر:كأنّك شمس والنُجوم كواكِبُ لقد شردت لبُرهة من الزمنِ وإذا أنَا ضالّة فِي الفضاء السحيق، ألوانُ طيفه البهيّة قد سحرت بؤبؤُ عينِي، وأخذَت ما تبقى من رؤياي، شعورٌ متلخبِط، كأنِّي فقيد وطنٍ فِي وطنِه، لا أعلمُ السرّ وراء كلّ هذَا الجمال! كلّ ما أعلمه أنِّي أنتمِي لتلكَ المجرّة، ومن ينتمِي إلى موطن كان أحق له أن يستوطنَ فيه، فأينَ أنتَ أيا موطنِي؟! -حمَّدِي العوذلي.
تم النسخ