مفهوم الصداقة لدينا مُغالط لحقيقتها أي أن هناك الكثير ممن يضع الوصل الدائم شيء أساسي للصداقة وقلّته تدل على أنه لا يوجد هناك صداقة ، كل من يُفكر هكذا لم يصل بعد لمفهوم الصداقة الذي ينص على أن الصداقة الحقيقية أن تحمل بداخلك محبة لذاك الشخص حتى تموت حتى ولو كان تواصلك معه قليل فلا ضير من هذا المهم أنك تحمل بداخلك محبه دائمة لهذا الشخص .. للحياة ظروف ومنعطفات عديدة .. أي قد تجد اليوم من يتواصل مع صديقه بشكل دائم وهو في الحقيقة لايُرد سوى مصلحةٍ ما أو حتى قد لايُرد شيء ولكنه يرى أن هذا الشيء لابد منه والتقصير منه يُعرضه لتهمة صديق غير جيد أو مُقصّر كما هو دارج .. هذه النوعية بتفكيرها تُشعرك وكأن الصداقة شيء لابد أن تلتزم به أي وكأنك مجبور على هذا حتى تحولت لشخص آلي يقوم بها خوفاً من التقصير وليس محبةً نابعة من أعماق قلبك ، ليس بشرط أن تكن كثير التواصل حتى تكن صديق مثالي ، أتذكر صديق لي مات والده ولم أعرف ماذا أفعل له حتى أُشعره بالمواساة .. تبين لي لاحقاً أن ما فعلته كان هو الصواب حين إقتربت منه قليلاً في البداية ولم ألازمه لدرجة أني أُحرمه من الحزن على والده ، هو أيضاً ذكر أن مافعلته كان شيء جيد له ، لذلك نحتاج أن نُغير مفهوم الصداقة لدينا .. نحتاج ألاّ نتألم ممن لم يواصلنا من أصدقائنا في وجعنا لأننا إن كنا أصدقاء فعلاً لهم فلن نحمل عليهم أي شيء لأننا قد لانعلم ماذا لديهم ..قد لانعلم أيضاً أنهم سألوا عنا دون أن نعرف .. هناك إحتمالات كثيرة يجب وضعها ، ولكن المهم أننا نعلم أن هناك محبةً بيننا وهذا هو الشيء الكافي. - إبراهام