لما سَمِعتُ عن الإنجيل و كيف يتغيَّر في كل يوم و في كُل حين هُناك طبعة جديدة بقلمِ إنسان يفتري الكذب على ربِّ العالمين، أدركتُ كم أنا محظوظة بكل مصاحف بيتي الَّتي تُشبِهُ بعضها، بل ترقرق الدمعُ في عيني لمجرد فِكرة أنني اقرأ كلامَ الله حقاً و هُم في ريبِهم يترددون. أدركتُ الآن كَم أنا محظوظة في كُل مرَّة تُشدِّدُ عليَّ صَديقتي في حركة أو حرف قد أخطأتُ فيه، هذا كلامُ الله و لا ينبغي أن نعجل به. أنا فعلاً كُنت محتاجة لهذا الشعور كي ينتشلني من وهم الحفظ السريع و تجميع الأجزاء إذا كُنتِ مِثلي، قد حفظت ثم تركتِ ثُمَّ عُدتِ ثُمَّ غبتِ، ثُمَّ اشتقتِ فجاهدتِ و صبرتِ ثُمَّ انجرفت للمرة المئة .. فلا تيأسي و عودي ! شعور استرجاع السور يُذكِّرُني بشعورِ أم موسى ! فَرَجَعْنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ تظنين أن هذا الشعور غريب ؟ لا أبداً اسمعي قول رب العالمين الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ حينما تضيع مِني السورة اشعُرُ مِثل أم موسى حينما فرغ فؤادها من كُلِّ شيء لما فارق موسى حُضنها، لأنه كل سورة قد حفظناها تمدنا بشعور سماوي لا شيء غيرها يستطيع أن يمدنا به، فلما نُفارِقُها نُفارِقُ الشعور الذي تملأُنا بِه - أرجوان