لم تكن نُوتة حياتي بِحوزتي يومًا، مما جعل أهلي يسلبوها مني، ويصنعون منها ألحانًا عالية، وصاخبة ترضيهم، وتشبع حاجتهم للإحساس أنهم قاموا بواجبهم نحوي، ولم يقصروا لحظة، لم يفكروا بي يومًا، عزفوا ما يشتهون على حسابي تحت مسمي نعلم أين تَصب مصلحتكِ، ولا حق لكِ في إتخاذ قرارًا يخصكِ، تعثرت خطواتي، سِرتُ دربي غير واعية، مشتتة، محطمة، ومُنكسرة، ووقعتُ بدل المرة ألف، وتحطم شعوري، وبتُ من الداخل فارغة، حتى صرتُ كالصخر الذي لا يشعر، وهأنا مهيئة؛ للنقش عليّ كما يريدون، وللأسف نالوا ما سعوا لأجله، إنسانٌ يطيع الأوامر، يخضع للسخف بسهولة، يحترم القرارات دون مُعارضة، يقوم بما يملىٰ عليه دون مناقشة، إنسان بائس، ويائس، كلألة الصماء، يتمني الموت في الدقيقة مئة مرة، يرجو من ملاك الموت أن يؤمر بقبض روحه من بين الخلايا، منتشلًا له من وَسط كل هذه الضغوطات المهلكة، التي تستنزف الطاقة، وتؤذي الكيان، وتهتز لها الأفكار، قسوة السند لا تُنسىٰ مهما كان مسماها، فهي قادرة على قَلب حياة الضعيف الذي لا حيلة له إلى جحيم يعيش فيه لوحده، ويتعذب كل ليلة بأفكارٍ كالوحوش تنهش في روحه نهشًا، فلطفًا بقلوب أبنائكم، وكفى تدميرًا في أحلامهم البسيطة، وتبًا للنهج الذي سار عليه الآباء، ودمروا به كل ذرة لطيفًا وأملًا داخل قلوبًا خُلقت لتكون عظيمة وحرة، لا لتكون مسجونة، مستعبدة. #وتير_سيد.