السّلام عليكَ يا صاحبي، تسألني: ما أروعُ إحساسٍ في الحُبِّ؟ فأقولُ لكَ: الأمان! أن تشعرَ أن أحدهم ممسك بقلبكَ لا بيدكَ! الأمان هو أن تمنحَ أحدهم القدرة على تدميرك، وكلكَ يقين بأنه لن يرميكَ ولو بوردة! وأنه مهما حدث بينكما فسيبقى يخشى عليكَ من أن تجرحكَ نسمة! وأنه رغم كل المعارك الضارية التي قد تنشأ بينكما فإنكَ لن تهون عنده! الأمان هو أن تأخذ أحدهم إلى أعمق نقطةٍ فيك، فتصبحَ مكشوفاً أمامه كصفحةٍ في كتاب، وأنتَ واثقٌ تماماً أنه سيحفظ سرَّكَ كما يحفظُ عينيه! الأمان هو أن تُطلع أحدهم على نقاط ضعفكَ، وتخلعُ عنكَ هذا الدرع السميك الذي تحيطُ به نفسكَ كي لا تصيبكَ الحياة في مقتلٍ، وكلكَ إيمانٌ به أنه لن يضغطَ على نقطة ضعفكَ، ولن يضع إصبعه على موضع جرحكَ، وأن هشاشتكَ كلها ستبقى قوية بستره لكَ! الأمانُ هو أن تبوحَ لأحدهم وأنتَ لا تخشى يوماً أن يستخدم هذا البوح ضدَّكَ! وأن تعطيه يدكَ وكلكَ يقين بأنه لن يُفلتها! وأن تتحدَّثَ معه وكأنَّكَ تتحدثُ مع نفسكَ، فلا تُرهق نفسكَ بجهد التبرير، ولا تتكلف عناء الشَّرح، لأنكَ تعرفُ أنه سيفهمُكَ بطريقة صحيحة، وأنه لو خانكَ تعبيركَ فلن يخونكَ فهمه لكَ، وأنكَ لو أفسدتَ مفرداتكَ سيصلحُ هو نِيَّته! وأن تبكي على كتفه دون أن تتحرجَ من ضعفكَ! وأن تأوي إلى صدره منكسراً وكل شيءٍ فيكَ يعلمُ أنه سيرممكَ! وأن تعيشَ مشاعركَ كما هي، تضجرُ، وتغضبُ، وتغار، وتنطوي، وأنتَ تعرفُ أنه سيحبكَ بكل أحوالكَ! والسّلام لقلبكَ