أدعية وأذكار

عزّة الإسلام في رجل؛ محطّم كبرياء الفُرس! سجل التّاريخ حوارًا دار بين الصّحابيّ الجليل ربعي بن عامر ورستم قائد الفُرس: دخل ذلك الأسد بفرسه علىٰ البُسُطِ الممتدة أمامه ووجد الوسَائد بها ذهب؛ فقطع إحداها ومرّر لجام فرسه فيها وربطه به، ثم أخذ رمحه واتجه صوب رستم وهو يتكئ عليه، والرّمح يدب في البسط فيقطعها، وبينما هم يفكرون في جلوسه جلس علىٰ الأرض، ووضع رمحه أمامه يتكئ عليه، وبدأ رستم بالكلام. رستم: ما جاء بكم؟ ربعي: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنّصر. رستم: قد سمعت مقالتك، فهل لك أن تؤجلنا حتى نأخذ الرأي مع قادتنا وأهلنا؟ ربعي: نعم، أعطيك ثلاثة أيّام بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك أو الجزية، وأنا كفيل لك عن قومي. رستم: أسيِّدُهم أنت؟ ربعي: لا، بل أنا رجلٌ من الجيش، ولكنَّ أدنانا يجير علىٰ أعلانا. (فهو يقصد أن أقلّ رجل منا إذا قال كلمة، أو وعد وعدًا لا بُدَّ وأن ينفذه أعلانا). وعاد رستم يُكلِّم حاشيته: أرأيتم من مَنطِقِه؟! أرأيتم من قوته؟! أرأيتم من ثقته؟! يخاطب قومه ليستميلهم إلى عقد صلح مع المسلمين؛ وبذلك يتجنب الدّخول معهم في حربٍ. ولكنّهم رفضوا ولجُّوا.. وانتصر المسلمون بفضل اللهِ، وانتهت دولة الفرس. علىٰ هذا الأساس شب الإسلام عزيزًا لا يعرف الذّل؛ كريمًا لا يقبل الضّيم، وحمله كرام بررة رفعوا لواء عزه؛ وشيدوا صروح مجده، وطوفوا به في الآفاق، نافذ السّلطان رفيع المكان. ☆ 📚 أجمَـــــل القِصَصُ 📚  ☆

تم النسخ
احصل عليه من Google Play