سئل الحارث بن أسد وقيل له: رحمك الله ما علامة الأنس بالله؟ قال: التوحش من الخلق، قيل له: فما علامة التوحش من الخلق؟ قال: الفرار إلى مواطن الخلوات والتفرد بعذوبة الذكر فعلى قدر ما يدخل القلب من الأنس بذكر الله يخرج التوحش كما قال بعض الحكماء في مناجاته: يا من آنسني بذكره وأوحشني من خلقه، وكان عند مسرتي ارحم عبرتي، وفي قول الله تعالى لداود عليه السلام: كن بي مستأنسا ومن سواي مستوحشا