سبحان الحي الذي لا يموت... مالي أكرر هذه العبارة، فأسمعها من خلال صوتي المختنق داخل غصتي كأنني أسمعها للمرة الأولى؟ ألأنني بتُّ أفهمها اليوم وقد توضح لي معناها كما لم يتوضح من قبل؟ سبحان الحي الذي لا يموت... وما زلت أكرر العبارة ذاتها منذ أن مات أبي صباح السبت الماضي تاركاً كل هذا الفراغ الذي أشعره كأنما يملأ الدنيا من أقصى مشرقها إلى أقصى مغربها، وتاركاً أيضاً ولده حسن يتيماً كأنه لم يكبر أبداً ولم يبلغ الرشد بعد، وأيّ رشد هذا الذي يمكن أن أتقوى به أمام فاجعة كهذه؟ مات أبي فسبحان الذي لا يموت، رب الحياة ورب الموت، ومالك الدنيا والآخرة، له ما أعطى وله ما أخذ، وليس لنا في الأمر أمامه من شيء.