لكنه العالم يا خليلتى لم يرأف بصغير مثلي... لذا سأخبرك بما عانيته وسط القريه الظالم اهلها، فحينما كنت كما الطير قاموا بكسر جناحىّ، وحينما كنت بريئاً علموني القسوة، ولما عادتهم فى صِبايا جعلوني كهلاً وكأن الشيب يخالط ربيع عمرى، أصبحت كمشردٍ بعيداً عن وطنه وخَشتهُ بقية الأوطان، أصبحت منبوذاً عن العالم وكأنى من زمن غير الزمان، أنا غريب حتى عن نفسي ولم يسعنى مكان، ضاق في رحاب نفسى الفضا وأنا أصول وأجول بحثاً عن الأمان، ومن ثم عند نضجى وبلوغى الكِبر تغربت فى كل مكان، ورأيتهم بأم عيني يغلقوا فى وجهى حدود الأوطان، فأصبحت مشرداً ونازحاً يبحث عن الخيام..!