لم يكسرنا الفراق أبداً ، كسرتنا المواقف، الخيبة، والوعود التي اكتشَفنا مؤخراً أنها ليست سوى كلمات ، كسرتنا توقعاتنا وأحلامنا التي انهارت أمامنا وظلّت مجرد ذكريات، كسرتنا تلك الأحاديث التي بقِيت بداخلنا عالقة على شكل ندوب ، كسرتنا ثقتنا المفرطة التي منحناها بلا حدود ، وتحوّلت لقسوة ومن ثمّ عتاب حتى فقدان الرغبة ، كسرتنا بقايا مشاعر لا زلنا نحارب طيفها لننتصر عليها يوماً، نعم لم يقتلنا الفراق ، لكنه سلبَ طمأنينتنا ، جعلنا نعيش في حذر مخيف من الأيام التي تنتظرنا.