ثم خطر ببالي حال من يحتفلون بما يسمّونه “عيد الميلاد”، وكيف يُضيئون الشموع ويُغنون فرحين بمرور عام من أعمارهم، وما درَوا أن هذه الشموع إنما تحترق من أعمارهم، وأنهم يحتفلون في الحقيقة باقتراب الأجل، لا بتقدُّم العمر. فيا عجبًا لعاقلٍ يعلم أن الحياة مراحل إلى الموت، ثم يستبشر بقطع مرحلة منها! أين العقول؟ وأين القلوب؟ أليس الأجدر أن يُستقبل كل عام بالتوبة والتجديد مع الله، لا باللهو والغفلة؟ أليس من الحكمة أن نجعل من كل ميلاد محطة محاسبة، لا مناسبة احتفال؟