أصبحتُ شخصاً مستعداً للوداع قبل أن يحدث اللقاء، كأنني أتدرّب على الخسارة مُسبقاً، وأرتّب قلبي كي لا ينهار في اللحظة الخطأ، أصبحتُ أُصافح الأشياء بيدٍ وأُخبّئ الأخرى خلف ظهري، خشية أن تتعلّق بشيءٍ لا يليق بالبقاء. أمشي نحو الحياة بخطواتٍ متردّدة، أحنّ لكل شيءٍ قبل أن أعيشه، وأشتاق لما لم أملكه بعد، وكأنني أعلم أن النهاية أسرع من الفرصة، وأن الذاكرة تُولد قبل الحدث أحياناً، لم أعد أُراهن على الفرح، ولا أُحسن الظنّ بالبدايات، أنا فقط أستقبل كل شيءٍ بعينٍ ترى النهاية أولاً، ثم تبتسم رغم ذلك ..