قصص وعبر

قصة وعبرة أذكر جيدًا طفلًا في العاشرة كنتُ أحفظه بالمسجد، وكان جميلًا رقيقًا، لا يحب الخوض فيما لا يخصه، في يوم طلبتُ منه أن يحكي لي شهادته في مشكلة حدثت بين رفقائه في الحلقة؛ فأقسم لي أنه كان ساكتًا بجانبهم يشغل عقله في التفكير بمطبخ أمه وماذا ستصنع على الغذاء حتى لا يسمع حديث أحد لا يصح له سماعه، يومها تعلّمتُ منه درسًا جميلًا جدًا، مضت الأيام وفي طريقي للمسجد وقف أمامي رجل يبيع خيطًا ومعه الإبرة، لم أكن أحتاج الخيط لكن مع ذلك وقفتُ واشتريتُ وصعدت للمسجد، بدأنا الحلقة وأتي الأطفال وكان فيهم الطفل الرقيق، وقف عندي وهو يتلفّت حوله وقال في أذني بخجل ودموعه تسبقه.. تمزّق بنطالي من الخلف وانا أصعد على السلم، سينكشف كل شيء.. كيف سأتصرّف؟!!! فتحت حقيبتي بسرعة لأتأكد أن الخيط الذي اشتريتُ حقًا معي؛ نظرتُ له بصدمةٍ ودموعي تنساب في صمت.. لم أنتبه لنفسي إلا وأنا أعانق الطفل وأقول له.. مستورٌ أنت يا فتى والله.. مستور! ذهبتُ به إلى الحمام، خلع بنطاله وأعطاه لي وانتظرني حتى خيطته له وأعدته. هذا الطفل كان يستر أصحابه ولا ينظر لعيوبهم حتى لا تقع في نفسه؛ فكيف عامله الله؟! ستره كما سترهم، وجزاه بإحسانه إحساناً. في مجتمعاتنا مثل قديم يقول.. اعمل الخير وارميه في البحر كدلالة على أن الخير نفعله ولا ننتظر الجزاء عليه، لكن الحقيقة أن نقول.. اعمل الخير وازرعه بالأرض؛ فيخرج ثمرًا مختلفًا ألوانه فيه نفعٌ للناس. رضي الله عنا وعنكم أجمعين، وجعلنا وإياكم من أهل الإحسان.. آمين آمين آمين #قلبي_قال

تم النسخ
احصل عليه من Google Play