إسلامية

من كان له أبٌ قويٌ غنيٌ ذُو جاه فإنه يستريح ويطمئن بقدر جاهه وقُدرته وسلطته فكيف بمن له ربٌ على كل شيء قدير، مالك المُلك وعنده خزائن كُل شيء وإنما يقلقُ العبدُ ويتحيّرُ ويضطربُ بقدر جهله بالله أو توكله على غيره ولو علم عن الله وأحسنَ التوكلَ عليه لنزلتْ عليه سكينةٌ واجَه بها الحياةَ بكل ما فيها فحينما يُبصر العبدُ أنّ كل ما في الكون هو من الله، ولله، واللهُ ربُّه ومالكُه ومُدبرُه ومُصرّفُه سيعظمُ توكلُه عليه، ورجاؤه فيه. وفي معاملته مع أي أحد لن يُعلق قلبه به مهما رأى مُلكه وقوته وتمكُّنَه وسلطانه وسيعرف أن كل ذلك مجرد صورة.. منظر... وأنه لا يملك لا لنفسه ولا لغيره أدنى شيء، وأنه لن يُصيبه إلا ما كتب الله له.. فيطمئن قلبه،ويعظم إخلاصه ورجاؤه في الله وهذا المعنى بالتحديد هو أعظم ما يحيا به العبدُ في هذه الدنيا أن يؤمن بأن الله (ربُّ الناس، ملك الناس، إله الناس) وهو قول رسول الله هود عليه السلام لقومه الجبّارين الذين قالو : من أشدُّ منا قوة: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} كُلُ دابّة فاللهُ آخذٌ بناصيتها، وهو على صراط مستقيم فهو ذو الرحمة والحكمة مع كونه القاهرَ فوق عباده إذا تدبر العبدُ هذه المعاني : كان سلَما لله عبادةً وتوكَُلا ليس فيه شيء لغير الله.. فاللهم كما صُنت وجوهنا من أن تسجد لغيرك، صُن قلوبنا أن تتوكل على غيرك، وأعمالَنا أن يُرادَ بها غيرُك.

تم النسخ
احصل عليه من Google Play