إسلامية

عشرٌ مباركةٌ عليكم، جعلني الله وإيّاكم مِمّن يصومها ويقومها إيمانًا واحتسابًا، وبلّغني وإيّاكم ليلة القدر واغتنامها ونيل فضلها، وأهديكم هُنا خمسة أمورٍ تُعين على عِمارة هذه العشر الأخيرة الفاضلة: أوّلًا: تبرّأ من حولك وقوّتك، فَوَاللّٰهِ لن يستطيع العبد أن يُسبّح تسبيحة واحدة، ولا يركع ركعة واحدة، ولا يقرأ آية واحدة إلّا بعونٍ من الله! وتأمّل معي -رعاك الله- ما تقرأه في كلّ ركعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}، وأكثر من قول: لا حول ولا قوّة إلّا بالله فإنّك إن وُكِلتَ إلى حولك وقوّتك وُكِلتَ إلى عَجزٍ وضَعف! وعليك بالإكثار من الدّعاء بأن يعينك مولاك، فإنّ هذا من أعظم أسباب الإعانة والتوفيق. ثانيًا: اعمل في هذه العشر عمل من لا يُدركها غير هذا العام! وإذا فترتَ أو دَعتكَ نفسك إلى الكسل، فذكّرها أنّ السّاعة منها في -ليلة القدر- خيرٌ من العمل في نحو ثلاثة آلاف يوم، أيّ: أكثر من ثمان سنين! والدّقيقة الواحدة فقط أكثر من العمل في نحو خمسين يومًا، فيا ربّ من فضلك يا كريم. ثالثًا: ابتعد عن مجالس اللّهو والغفلة، واحرص أن يكون أكثر وقتك في خلوة مع ربّك، سواءً في المسجد أو البيت، وكلٌّ أدرى بنفسه، ومن قَدر على الاعتكاف فهذا خير، ومن عجز فلا تَفُوتنّه جلسات الخلوات. رابعًا: نوّع العبادات على نفسك، ما بين قراءة قرآن، وصلاة، ودعاء، وذِكر مُطلق، وتَفكّر في نِعَمِ الله، فإنّ هذا التنوّع أدعى لدفع الكسل والمَلالة عن النّفس. خامسًا: إذا أعانك ربّك على أيّ نوع من أنواع العبادة، فإيّاك يا صاحبي أن يَسرِي إليك العُجب، فإنّه مُحبطٌ للعمل، وتذكّر أنّ في الأرض عُبّادًا أنشط وأتقى لله وأخشى منك، والعِبرة بالقبول عند الله، لا بمُجرّد كثرة العمل فحسب! فاستعن بالله ولا تَعجز، وأحسن الظنّ بربّك وأمّل واستبشِر خيرًا من ربٍّ كريم، وتذكّر دائمًا: أنّ العِبرة بالخواتيم، وفّقني الله وإيّاك لِمَا يُحبّ ويرضى، ولا تنساني -فضلًا وكرمًا- من صادق دُعائك.🤍

تم النسخ
احصل عليه من Google Play