عبارات وخواطر

السّلام عليكَ يا صاحبي، كان من عادة النبيِّ ﷺ إذا انتهتْ المعركة أن يقول لأصحابه: هل تفقدون أحداً؟! وبعد انفضاض إحدى المعارك قال كعادته: هل تفقدون أحداً؟ فقال الصحابة: لا فقال لهم: ولكني أفقدُ جليبيباً! فبحثوا عنه، فوجدوه في القتلى إلى جانب سبعةٍ من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه! فوقف النبيُّ ﷺ عند رأسه وقال: قتل سبعةً وقتلوه، هذا مني وأنا منه! ثم وضعه على ساعده ريثما يُحفر له قبر! إنه جُليبيب يا صاحبي، كان دميم الوجه، مدقع الفقر، هكذا تقول حسابات الناس، أما عند اللهِ فهناك حكاية أخرى، كان ناصع القلب، ثري الإيمان! وكان آخر عهده بالدنيا أن يتوسد ساعد النبي ﷺ ريثما يحفرون قبره، يا لهذه النهاية، ويا لآخر العهد بالدنيا، فاللهم حُسن الخاتمة! يا صاحبي، لم تكن القضية يوماً قضية وجوه، وإنما قضية قلوب، الوسامة الحقيقية في الروح، هذا الدفء في المعاملة، الحنان في التعاطي، اللين في الكلام! ولم تكن القضية يوماً في الجيوب، وإنما في القلوب أيضاً، الثراء الحقيقي في الروح، هذا الإيمان الراسخ رسوخ الجبال، فلا تهزه حوادث الليالي، وهذا اليقين الشامخ الذي لا تُركعه تقلبات الأيام! والسّلام لقلبكَ

تم النسخ
احصل عليه من Google Play