قصة وعبرة يقول أحد الآباء: ابني متفوق كثيراً بدراسته، ونتيجة لهذا التفوق فقد تم قبوله بمنحة مجانية في إحدى المدارس المشهورة التي لا يستطيع شخص مثلي دفع رسومها ولو عمل لعشرة أعوام.. المهم، كان كل شيء مجانياً بالنسبة لولدي، لكني كنت خائفاً من أن يؤثر عليه مجتمع هذه المدرسة، كوجود الطلاب الأثرياء، فقد خشيت أن يشعر بالنقص، أو أن يتخذ موقفاً مني لأني لم أقدم له الكثير.. حتى جآءني استدعاء للمدرسة في أحد الأيام، فقد كان أولياء الأمور يشتكون من ولدي!.. قلت له ماذا فعلت؟! أجاب: لم أفعل شيئاً يا أبي، كان زملائي في الصف يتفاخرون بسيارات آبائهم، فتفاخرت أنا أيضا!.. سألته: تفاخرت؟! بماذا؟! بسيارتك يا أبي، !! قلت لهم: لدى أبي عربة أيضاً، سوى أن أبي شخص عبقري، فقد استبدل الإطارين الأماميين بحمار.. وهذا من ذكاء أبي وحرصه على السلامة لو كنتم تعلمون.. أعني هل سمعتم يوماً أن حماراً قد تجاوز السرعة القانونية في الطريق؟! أدري أن هناك حميراً تتجاوز السرعة القانونية، لكنها من نوع آخر. إن أبي لا يضطر للتوقف كثيراً في محطات البنزين المزدحمة هذه الأيام، وأنا شخصياً أُفضل أن أركب عربة بإطارين وحمار، على أن أركب عربة بأربعة إطارات.! عندما ذهبت إلى المدير قال لي: لقد تم استدعاؤك لأن بعضاً من زملاء ابنك في الصف طلبوا من آبائهم استبدال إطارات سياراتهم الأمامية بحمار!،.. ويقولون إن ابنك السبب.. اعتذرت لمدير المدرسة عن حديث ولدي.. وخرجت من المدرسة وأنا أضحك. لقد كنت أخشى على ولدي من أن يشعر بالنقص والفقر، فأشعرني بالغنى!.. فلنربي أولادنا على القناعة والثقة بالنفس