غيِّرْ قواعد اللعبة! في اليابان القديمة، كان الحاكم لمدينة ميتسو مولعاً بمبارزة السيوف، وذات مرَّةٍ شعر بالملل إذ أنه قد رأى كل مهارات السَّيافين في المدينة، فأراد تجربة شيء جديد! لمحَ بين الجموع فارساً على ظهر جواده، فنادى عليه، وطلب منه أن يشترك في المبارزة. كان هذا الفارس يُدعى سوا بانكورو، قبِلَ الفارسُ طلب الحاكم ولكنه اشترط عليه قائلاً: أنا لا أُبارزُ إلا على صهوة جوادي! وعلى الرغم من أن مباريات المسايفة كانت تجري على الأرض لعقود، وافق الحاكم! وعلى مدى أيامٍ استطاع بانكورو هزيمة جميع السيافين! في الحقيقة هم لم يكونوا أقل براعة منه، ولكنهم لم يتدربوا على المبارزة وهم على ظهور خيولهم. انزعج الحاكم من غرور البطل الجديد الذي كان يزداد مع كل نصرٍ يحققه، فطلب من مستشاره الخاص، الذي كان سيافاً عادياً وليس محترفاً أن يواجه البطل الجديد للمدينة! أذعنَ المستشار لرغبة الحاكم، واعتلى صهوة جواده، وعند الإشارة، انطلق بجواده مسرعاً، وعندما صار على مقربة منه، سدد ضربته على أنف الحصان الذي اهتاج وألقى بانكورو على الأرض. حينها نزل عن جواده، وبارزه على الأرض وهزمه بسهولة! في الغالب إنَّ خوض الصراعات بالطرق المرسومة سابقاً لا يُؤدي إلى النتيجة المرجوة، لأنَّ هذه الطرق قد رسمها المنتصرون ليبقوا منتصرين! هم لديهم خبرتهم في القواعد السائدة وأنتَ وافدٌ جديد، والخبرة تغلِبُ الجهد! لتحقيق النصر عليكَ أن تُغيِّر قواعد اللعبة، بمعنى أدق أن تُحارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه أنت! كل خصم لديه مصدر قوة، هي الأدوات التي تبقيه منتصراً ورابحاً، عليكَ أن تبحث عن جذور هذه القوة وتضرب هناك! الجزء الظاهر من الخصوم هو الجزء الصلب، الجاهز للضربة، هذا يتعبك ويستنزفك، ولا يقضي عليه أبداً! عندما أراد روكفيلر الاستحواذ على شركات النفط في أمريكا، رفضَ أصحاب الشركات بيعها، من الأحمق الذي يبيع بقرةً بسطل حليب؟! فاشترى سكك الحديد التي تنقل نفطهم، وتوقف عن التعامل معهم، وجعلهم بين خيارين، الافلاس التام، أو بيع الشركات له، فباعوها! وعندما أصدر مينين أغنية يسخر فيها من مايكل جاكسون أشترى مايكل شركة الانتاج التي أصدرت الأغنية ولم يرد عليه بأغنية بديلة! وعندما كان هنيبعل على وشك مهاجمة روما، لم يُرسل الرومان جيشاً لمواجهته في سهول إيطاليا المفتوحة، وإنما ركبوا البحر وغزوا قرطاجة الخالية من جيشها ودمروها عن بكرة أبيها! وقتها فقط شعر هنيبعل أنه لم يبق له شيء يُحارب من أجله! هذا هو سر النَّصر: اِعرفْ أين تضرِبْ، وليس بالضرورة أن تضرب بقوة يكفي أن تضربَ بذكاء! أدهم شرقاوي / مدونة العرب