قصة وعبرة ❤️❤️ الأُمْنِيَةُ فَتاةٌ علَى خُلُقٍ ودِينٍ، كَانَتْ تَذْهَبُ لَلمَسْجِدِ كُلَّ يَوْمٍ عنْدَ صَلاةِ المَغْرِبِ، وبعْدَ انْتِهَاءِ الصَّلاةِ تَقُومُ بِتَحْفِيظِ الصَّغِيرَاتِ القُرْآنَ حَتَّى الأَذَانِ لِصَلاةِ العِشَاءِ. أُعْجِبَتْ الفَتاةُ بِجَارِهِمُ التَّقِيِّ الذِي تَرَاهُ لا يَتْرُكُ فَرْضًا إلَّا وَصَلَّاهُ بِالمَسْجِدِ. شَعُرَتْ وَالِدَةُ الفَتاةِ بِإِعْجَابِ ابْنَتِهَا بِهَذا الشابِّ، وعَلِمَتْ مِنْ والِدَتِهِ أنَّهُ يَسْتَعِدُّ للسَّفَرِ خَارِجَ البِلادِ، وبَعْدَ أنْ يَسْتَقِرَّ في غُرْبَتِهِ سَيَبْحَثُ عَنْ عَرُوسٍ مِنْ بَلَدِهِ. سَافَرَ الشابُّ إلى هُولَنْدا، وبعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ قَرَّرَ البَحْثَ عَنْ زَوْجَةٍ، فَأَوْكَلَ المُهِمَّةَ إلَى والِدَتِهِ وأوْصَاها بأنْ تَبْدَأَ بالقَرِيبَةِ، وكَانَ يَقْصِدُ جَارَتَهُ لِإِعْجَابِهِ بالْتِزَامِهَا، ولكِنَّ الأمَّ ظَنَّتْ أنَّهُ يُوصِيهَا بإِحْدَى قَريبَاتِهِ، فَسافَرَتْ لابْنَةِ خَالَتِهِ لِتَخْطِبَهَا لَهُ، وعنْدَما قَالَتْ لَهَا أنَّ ابْنَهَا يَعْمَلُ بالغُرْبَةِ وَافَقَتْ، وعنْدَما سَألَتْهَا: بَعْدَ الزوَاجِ هَلْ تَقْبَلِينَ العََيْشَ مَعَهُ بِأُوغَنْدَا؟ غَضِبَتْ الفَتاةُ وَقَالَتْ: مُسْتَحِيل. عَادَتِ الأمُّ حَزِينَةً، وعندَمَا وَصَلَتْ بِالقُرْبِ مِنْ بَيْتِهَا الْتَقَتْ بِجَارَتِهِمْ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهَا وسألَتْهُاَ عَنْ سَبَبِ حُزْنِهَا، فَحَكَتْ لَها القِصَّةَ، ثمَّ سَألَتِ الفَتَاةَ: واللهِ إنِّي أُحِبُّكِ لِأخَلاقِكِ، هلْ تَقْبَلِينَ الزوَاجَ مِنْ وَلَدِي وتَذْهَبِينَ مَعَهُ إلى أُوغَنْدَا؟ ابْتَسَمَتِ الفَتاةُ وقَالَتْ: أُوَافِقُ يا أُمِّي. وفي المَساءِ ذَهبَتِ الأمُّ وأسْرَتُهَا لِخِطْبَةِ الفَتاةِ، ثمَّ اتَّصَلَتْ بِابْنِهَا بالهَاتِفِ، وبعْدَ أنْ سَلَّمَتْ علَيْهِ وأخْبَرَتْهُ بِمُوَافَقَةِ جَارَتِهِم، أَعْطَتِ الهَاتِفَ لَهَا لِتَتَحَدَّثَ معَ ابْنِهَا، وبدَأَتِ الفَتاةُ بالسلامِ، ثمَّ سألَتْهُ: كَيْفَ الأجْوَاءُ عِنْدَكَ بِأُوغَنْدَا؟ ضَحِكَ الشابُّ وقَالَ: أنَا أَعِيشُ بِهُولَنْدا وأمِّي تُخْطِئُ دَائِمًا وتَقُولُ أُوغَنْدَا، وأنَا سَعيدٌ لأنَّهَا فَهِمَتْ رَغْبَتِي واخْتَارَتْكِ عندَمَا طلَبَتُ مِنْهَا أنْ تَبْدَأَ بِالقَرِيبَةِ. فَرِحَتِ الفَتاةُ كَثِيرًا عندَمَا شَعُرَتْ أنَّهُ تَمَنَّاهَا كَمَا تَمَنَّتْهُ ودَعَتِ اللهَ كَثِيرًا أنْ يُحَقِّقَ أُمْنِيَتَهَا، فَحَمِدَتِ اللهَ علَى عَطَائِهِ وتَدْبِيرِهِ، وقَالَتْ: صَدَقْتَ يا حَبِيبِي يا رَسولَ اللهِ حِينَ قَلْتُ: إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَكْثِرْ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ.