إنَّ العُمرَ يمضي، إن العُمرَ ثوانٍ إنّما ابنُ آدمَ أيّام، فإذا ذهب يومه ذهب بعضه! أنّى لنا أن نعوّض ما أُقتلع من أعمارنا!!، تكالبت على قلوبنا الهموم من الذنوب، نسينا الغاية، وضاعت الهمّة، وهُدرت الأوقات فيما لا نفع له، أخذت الدنيا أكبر من حجمها في قلوبنا، فبقينا نحزن على التافه السفيهِ فيها، وننتظر العوض المثالي أن يأتي منها، هي الدنيا التي لا تساوي عند اللّٰه جناح بعوضه! هناك صراط، هناك حساب.. هناك قبر! وإنَّ القبرَ ضيِّق، موحِش، مُظلِم، فما أعددنا لهُ ليؤنِسَ وحشتنا؟ وقد سبق السابقون، وسارع المُسرعون، ومازلنا نسير بقلوب عرجى، نسير بخطواتٍ كالسلحفاه على الطريق، فمتى نصل؟ سنُحاسب على نفس الميزان الذي سيُحاسب عليه أبا بكرٍ وعُمَر، فأنَّى لنا النجاة بتلك القلوب ألَّاهِيَه! علينا أن نستفيق، إن الحساب ثقيل!..