إن الله يغفر الذنوب، ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة وإن تاب توبة لا رجوع للذنب. يدني الله العبد يوم القيامة ، فيضع عليه كنفه ، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك ، فيقرأ ، فيمر بالحسنة فيبيض لها وجهه، ويسر بها قلبه، فيقول الله أتعرف يا عبدي؟ ❪ فيقول نعم، فيقول❫ إني قبلتها منك ، فيسجد، فيقول : ارفع رأسك وعد في كتابك، فيمر بالسيئة، فيسود لها وجهه ، ويوجل لها قلبه ، وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره، ❪ فيقول: أتعرف يا عبدي❫ ؟ فيقول: نعم ، يا رب ، فيقول : إني قد غفرتها لك، فيسجد ، فلا يرى منه الخلائق إلا السجود حتى ينادي بعضهم بعضا : طوبى لهذا العبد الذي لم يعص الله قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين ربه مما قد وقفه استغفرو استغرك ربي حبيبي واتوب اليك