تهللت أسارير الطفل وتناول الدنانير الخمسة وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسها في جيبه .. ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي .. قال الرجل : فأنا يا عم ذاك الصبي .. ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسوراً في أكبر مستشفى بالجزائر .. وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن .. فقد افترقنا سنة 1964 وها نحن نلتقي سنة 1994 بعد 30 سنة بالتمام والكمال ..!! والحمد لله أن قدرني لأرد لك بعض الجميل .. يا عم الدنانير الخمسة التي أعطيتها لي صنعت مني بروفيسوراً في الطب .. يا عم والله لو أعطاني أحد كنوز الدنيا لما فرحت بها الآن كفرحي يومها بتلك الدنانير الزهيدة .. يا عم أفضالك عليَّ كبيرة .. والله مهما فعلت فلن أرد لك الجميل .. فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء .. فأكثروا إخواني من فعل الخير ، ومساعدة الآخرين ، والصدقة ، ولو بالقليل ففيها من البركة والخير الكثير في الدنيا ، والأجر الكبير في الآخرة . راقت لي فأحببت أن تشاركوني ..