دخل مجنونا يوما إلى دار الحكومة فجلس على كرسي الوالي و أخذ يقلد الوالي في افعاله فلما رآه الحرس و الحجاب ضحكوا عليه ثم هرعوا إلى المجنون بعد أن نصحوه أن ينزل من كرسي الوالي فأمتنع و أخذوا يضربونه حتى أنزلوه ذهب المجنون إلى زاوية من القصر و صار يبكي وفي هذه الأثناء دخل الوالي فرأى أن وضع القصر غير طبيعي سأل رئيس الحرس و قال : ما الذي حدث ؟ قال رئيس الحرس ؛ سيدي إن مجنونا جلس على كرسي الوالي فلما وعظناه بالنزول امتنع ثم اضطرنا إلى ضربه ذهب الوالي إلى المجنون فوجده يبكي قال له :عليك بالصبر فإن الذي يعمل عملا مخالفا للقانون عليه أن يوطن نفسه لمثل ذلك قال المجنون له ؛ ايهاالوالي إني لا أبكي على نفسي تعجب الوالي لذلك و قال : فما السبب في بكائك ؟ قال المجنون إني جلست على كرسيك دقائق فنزل بي من العذاب والضرب ما ترى فكيف بك و قد جلست عليه سنوات فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب يوم القيامة إلا الله علينا جميعا ان ننتبه للمسئولية التي نحملها فالحاكم* مسئول وسيسأله الله عن شعبه وكل من تولى منصب تولى فيه أمر غيره* مسئول وسيسأله الله عما صنع بهم من خير أو شر وويل لمن استغل منصبه لظلم الناس اللهم من تولى من أمر أمتي شيئا وشق عليهم فاشقق عليه كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته* فالمنصب لا يدوم وما تصنعه بغيرك ستجده أمامك