يمضِي عمرك وأنتَ ترى من تيسّرت لهُ أمورُ دنياه، فيصيبُك اليأسُ من واقعك، ويؤرقكَ الخوف والقلقُ على مستقبلك المجهول! والحقيقةُ أن اللهَ لن يظلِمك أبدًا، بل سيأتيكَ بالبُشرى في الوقت الذي اختارهُ لك، سيُبهجك في تلك اللحظة التي تجهلُ مدى روعة توقيتها. ولو يعلمُ الإنسان ماذا أخفى اللهُ لهُ خلف أسوار حزنه، وماذا أعدّ لهُ من أحداثٍ تجبر قلبه، لعرفَ يقينًا أن ألطاف اللهِ تسبق أقدارهُ، ولوجدَ البشائر منهُ سبحانهُ ترويهِ بين جوانب أكداره .. ولو يعلمُ الإنسان كيف كُتبت لهُ المنح بين جنبات الحرمان، لأنفقَ عمرهُ كلهُ ساجدًا لله ومن يستمد قوته من الله من المُحال أن يعيش الحزن بداخله وقتاً طويل، تجده دائماً أكثرهم صلابةً إتجاه جميع الأحداث السيئة التي تحدث له، يعلم جيداً كيف يستعيد اتزانه وقوته مهما حُطم بداخله من أمورٍ كان يظنها فوق طاقته وقدرةِ تحمله، يستمد قوته بإيمانه العظيم بإن الله معه ولن يتركه .