رجل عجوز طاعن في السن يجلس على مدخل مدينة في بلاد بعيدة وعلى بعد أمتار منه كان هناك تاجر جوال يقوم بسقاية جماله قبل الانطلاق في جولته لبيع بضائعه وبينما العجوز كذلك توقف أمامه شاب نظر إليه ثم سأله: أيها الشيخ كيف هم الناس في هذه المدينة ؟ رد العجوز عليه بسؤال: كيف كان الناس في البلاد التي أتيت منها ؟ فقال الشاب: لقد كانوا أشراراً وأنانيين لم أكن أطيقهم لذلك تركت لهم البلاد ورحلت قال له العجوز: للأسف سكان هذه المدينة أشرار وأنانيون أكثر مما يمكن أن تتصور حزن الشاب ثم ذهب في طريقه منكسراً متشائماً وعيون التاجر المتجول ترقبه بعد قليل اقترب شاب آخر من العجوز وانحنى جنبه، ثم سأله: أيها الشيخ كيف هم الناس في هذه المدينة ؟ رد العجوز عليه بسؤال: كيف كان الناس في البلاد التي أتيت منها ؟ فأجاب الشاب: لقد كانوا لطفاء وكرماء لقد تقطع قلبي على فراقهم قال له العجوز : لا تحزن فسكان هذه المدينة ألطف وأكرم مما يمكن أن تتصور إرتسمت بسمة على وجه الشاب وكأن حملاً نزح عن ظهره ثم مضى في طريقه وفجأة جاء التاجر غاضباً إلى العجوز وصرخ في وجهه : أما تخجل من نفسك وأنت تنافق بعد كل هذا العمر ؟! كيف ترد على السؤال نفسه بجوابين متناقضين تماماً ؟! رد العجوز : من يفتح قلبه تتغير نظرته إلى العالم فكلّ إنسان يحمل عالمه في قلبه .