إسلامية

حتى لا يضيع عليك رمضان هذا العام هذه ثنتا عشرة وصية بين يديك: 1) اتل جزأين كل يوم، تبدأ بالأول بين أذان الفجر والإقامة وتتمه بعد الفجر، وتبدأ بالثاني بعد العصر وتتمه بعد الإفطار، وبهذا يتحصل لك في الشهر ختمتان. 2) اجعل رمضان فرصةً للانطلاق في إدراك تكبيرة الإحرام أربعين يومًا؛ لتحظى ببراءةٍ من النار وبراءة من النفاق بإذن الله وفضله. 3) حافظ على خماسية الذِّكر: بأن تكرر كل ذكر منها مائة مرة وهي: أستغفر الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم صل على محمدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل محمد. 4) امكث في المسجد بعد صلاة الفجر وحتى الشروق، وصل ركعتين؛ لتخرج بعد ساعةٍ واحدةٍ بأجر حجةٍ وعمرة تامة تامَّة تامة. 5) اقتن تفسيرًا مختصرًا، واقرأ فيه ما شاء الله أن تقرأ، وليس من شرطٍ أن تنهيه، بل لا أحب ذلك، ويكفي أن تختم ثلثه أو ربعه أو دون ذلك أو تقرأ تفسير سورةٍ بعينها. وأنتخب لك من التفاسير المختصر في التفسير أو المعين في تدبر الكتاب المبين للشيخ مجد مكي أو صفوة التفاسير أو عمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر الذي اختصر فيه تفسير ابن كثير، فإن أردت تفسيرًا فيه شيءٌ من البسط مع سلاسة الأسلوب.. فعليك بتفسير الوسيط للشيخين الطنطاوي والكومي. 6) حافظ على صلاة ركعتين إما قبل النوم أو قبل السحور أو بعده، واجتهد أن تطول فيهما ما استطعت، فلا يبني الإيمان بالركعات الخفيفة، واحرص فيهما على السر؛ ففي الحديث: صلاة الرجل تطوعًا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين درجة. صححه الألباني. 7) طوِّل في صلاتك ما استطعت، ويعينك على ذلك أن تبدأ في مراجعة ما تحفظ، أو تخصص وقتًا لحفظ سُوَر المُفصَّل؛ وهي من سورة ق أو الحجرات إلى الناس، أو تحفظ سورة معينة؛ كالزمر أو فاطر أو يوسف. ومما يعينك أيضًا على حسن التطويل أن تحفظ أذكار الصلاة؛ فإنَّ لها دورًا عجيبًا فعَّالًا في جلي الخشوع والانتفاع بالصلاة ونفخ الروح فيها، وقد أوردت أكثرها مع شرحها في كتاب دليل المعتكف، وهو منشورٌ على الشبكة. 8) الصائم لا ترد دعوته، وكم من بابٍ بقي مقفلًا طيلة العام، ثم جاء رمضان يحمل المِفتاح، فاستثمر فرصة رمضان؛ فالدعاء فيه مسموع مرفوع، فحدِّد أدعيتك، وألح على ربِّك، ولا تيأس ولا تعجل، وركز على ما تشتد إليه حاجتك من أمر الدين والدنيا، واستثمر مواطن الإجابة؛ كالسجود وبين الأذان والإقامة وفي السَّحر وعند الفِطر، فإذا اقترب المغرب فأقبل على الدعاء، فإذا أذن المؤذن وأخذت تفطر.. فلا تضيع هذه اللحظة الغالية بالحديث مع غيرك، فهنا تتمة العمل، وهنا الجائزة. 9) لا توجع قلبَ أحدٍ في رمضان، فتلطف ما استطعت، واجتهد أن تدخل السرور على قلب من تُعامل، وأن تزيح كربته، ولو استطعت التصدق على ذوي الحاجة أو أن تفطر بعض الصائمين.. فافعل، وطوبى لمن آتى المال على حبه. 10) التزم صلاة التراويح مع الإمام وصل الوتر معه، واتل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة قبل نومك، وآخر إحدى عشرة آية من سورة آل عمران فور يقظتك، وقم الليل بمائة آية، وصل الفجر في جماعة؛ فإنَّ أجرَ كل عملٍ من هذه الأعمال الخمسة قيامُ ليلةٍ كما جاء في الأخبار. 11) خفِّف من الإفطار والانشغال بوسائل التواصل ما استطعت، وكلما شعرت بضعفك أمام ذلك تذكر قول الله: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. 12) تعمق في التعرف على الله تعالى في رمضان من خلال جودة التدبر في التلاوة، والقراءة في معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى. وأقترح لك كتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر، أو ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها للشيخ الجُليِّل، أو هنيئًا لمن عرف ربه، للشيخ خالد أبو شادي، وكذلك كتاب موسوعة أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى للدكتور محمد راتب النابلسي، وهي متوفرة على الشبكة مسموعةً ومرئيةً كذلك. ولئن نجح كثيرٌ من الدعاة والمشتغلين بالعلم في تعليم الناس توحيد الألوهية.. فما أخذ توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات حقهما من العناية والاهتمام رغم محوريتهما في سكب الإيمان في أعماق القلب، وعلاج الأدواء النفسية؛ كالاكتئاب والإحباط واليأس والتوتر وأضراب ذلك. والله الموفق وحده.

تم النسخ
احصل عليه من Google Play