إسلامية

أنت متدين، فحري بك أن تعلم وتتذكر التالي: [1] التدين لا يخرجك عن طبيعتك البشرية، بل ستظل أنت أنت بجميع شهوات البشر، وغرائز البشر، وأهواء البشر. كل ما في الأمر أن التدين في الأصل يعمل على تهذيب طبيعتك البشرية وضبط بوصلة هذه الطبيعة، فلا تحسن أنك بتدينك تكتسب طبيعة ملائكية متجاوزة لطبيعة البشر. [2] التدين لا يجعل منك مفكرا عبقريا، ولا عالما قديرا، ولا داعية جهبذا، بل ستظل أنت أنت بجهلك وقصورك وسذاجتك ما لم تشمر عن ساق الجد في تحصيل العلم واكتساب المعرفة. ولذا فالتدين محفز على التعلم وليس يعطيك العلم، فلا تحسب أن تدينك مبرر لك لتوزيع التكفير والتبديع والإسقاط للناس. [3] التدين لا يحول حياتك إلى فردوس أرضي، فلا يصيبك ما يصيب البشر، ولا تحكمك سنن الله في البشر، بل ستظل حياتك تتراوح بين النجاح والفشل، والسعادة والمعاناة، كل ما في الأمر أن التدين في الأصل يضبط انفعالاتك ومواقفك تجاه ظروف الحياة. إذا تذكرت هذه الحقائق الثلاثة، ستنجو من الاغترار ببعض الخطاب الدعوي الذي يصور لك التدين تصويرا حالما، مثاليا، يتجاوز الطبيعة البشرية، وسنن الله تعالى في الحياة! وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وبارك

تم النسخ
احصل عليه من Google Play