📝قصة هارون الرشيد والمرأة الناقمة . -------------------------------------------------------- دخلت إمرأة على هارون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه ، فقالت يا أمير المؤمنين : أقر الله عينك وفرحك بما أتاك وأتم سعدك لقد حكمت فقسطت ، فقال لها : من تكونين أيتها المرأة ؟ فقالت : من آل برمك ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسلبت نوالهم. فقال : أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله ونفذ فيهم قدره ، وأما المال فمردود إليك. ثم إلتفت إلى الحاضرين من أصحابه فقال لهم : أتدرون ما قالت هذه المرأة ؟ فقالوا : ما نراها قالت إلا خيرا قال : ما أظنكم فهمتم ذلك ! أما قولها : أقر الله عينك أي أسكنها عن الحركة ، وإذا سكنت العين عن الحركة عميت. وأما قولها : وفرحك بما آتاك فاخذته من قوله تعالى : “حتى اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة” وأما قولها : وأتم الله سعدك فأخذته من قول الشاعر : إذا تم أمر بدا نقصه ترقب زوالا إذا قيل تم وأما قولها : حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى : وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا. فتعجّب أصحاب الخليفة العباسي هارون الرشيد من بلاغة المرأة، وعلم كلامها الغزير، فلقد كانت تدعو عليه بدل الدعاء له، من دون أن يلاحظ فقهاء القوم وأبلغهم. 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃