قصص وعبر

كان لامرأة ابن غاب عنها غيبة طويلة وأيست من رجوعه فجلست يوما تأكل، فحين كسرت اللقمة، وقف بالباب سائل يستطعم فامتنعت عن أكل اللقمة وحملتها مع الرغيف فتصدقت بها وبقيت جائعة يومها وليلها ، مضت أيام حتى قدم ابنها فأخبرها بشدائد عظيمة مرت به وقال : أعظم ما جرى عليّ أني كنت منذ أيام أسلك طريقا في فلاة إذ خرج عليّ أسد فانقض عليّ من على ظهر حمار كنت أركبه وفر الحمار هاربا ، ونشبت مخالب الأسد في مرقعة كانت عليّ وثياب تحتها وجبة ، فما وصل إلى بدني كبير شيء من مخالبه إلا أني تحيرت ودهشت وذهب أكثر عقلي والأسد يحملني حتى أدخلني كهفا ليفترسني فرأيت رجلا عظيم الخلق أبيض الوجه والثياب وقد جاء حتى قبض على الأسد من غير سلاح وشاله وخبط به على الأرض وقال : قم ، لقمة بلقمةفقام الأسد يهرول وثاب إليّ عقلي فطلبت الرجل فلم أجده وجلست بمكاني ساعات إلى أن رجعت قوتي ثم نظرت إلى نفسي فلم أجد بها بأسا فمشيت حتى لحقت بالقافلة التي كنت فيها فتعجبوا لما رأوني فحدثتهم حديثي ولم أدر ما معنى قول الرجل: لقمة بلقمةفنظرت المرأة فإذا هو وقت أخرجت اللقمة من فِيها فتصدقت بها. 

تم النسخ
احصل عليه من Google Play