📝قصة مكر ودهاء ملوك الأعداء . -------------------------------------------------------- كان الشعبي ، نديم الخليفة عبد الملك بن مروان ، كوفيّا تابعيا جليل القدر ، وافر العلم. حكى الشعبيّ قال : أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم. فلما وصلتُ إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته. وكانت الرسل لا تُطيل الإقامة عنده ، غير أنه استبقاني أياماً كثيرة ، حتى استحثثتُ خروجي. فلما أردت الانصراف قال : من أهل بيت الخليفة أنت ؟ قلت : لا ، ولكني رجل من عامة العرب. فهمس لأصحابه بشيء ، فدُفعْ إليّ رقعة ، وقال لي : إذا أدّيتَ الرسائل إلى الخليفة فأوصلْ إليه هذه الرقعة. فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك ، ونسيت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذكّرتها ، فرجعتُ فأوصلتُها إليه. فلما قرأها قال لي : أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟ قلت : نعم قال لي : من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت : لا ، ولكني رجل من عامة العرب. ثم خرجت من عند عبد الملك ، فلما بلغتُ الباب ردّني ، فلما مثلت بين يديه قال لي : أتدري ما في الرقعة؟ قلت : لا. قال : اقرأها. فقرأتها، فإذا فيها : عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا كيف ملّكوا غيرَه! فقلت له : والله لو علمتُ ما فيها ما حَمَلتُها ، وإنما قال هذا لأنه لم يَرَك. قال عبد الملك : أفتدري لم كتبها؟ قلت : لا. قال : حسدني عليك ، وأراد أن يُغريني بقتلك. فلما بلغت القصة مسامع ملك الروم قال : ما أردت إلا ما قال! 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃