ذهب اخي ادم الي السوق اصطحب يوسف ابني الاوسط معه حتى يشتري بمصروفه ما ان خرجا الا وسمعنا دوي انفجار كبير في نفس الطريق المؤدي للسوق بلا وعي سحبت اسدال الصلاة وهرعت اجري حافية القدمين ، احاول ان ارى اي شيء رغم ضبابية المكان من الدخان اجري كالعمياء المجنونة حتى رأيت أخي يحمل يوسف ويجري نحوي ، مُغبرين مرعوبين لكن الله ستر ولطف وعطف علينا مرة اخرى توقفت وبدأت أشير له بيدي أسرع أسرع .. التقطت يد يوسف وبدأنا نجري حتى وصلنا للبيت ، جلسنا بجانب بعضنا ، شهيق وزفير ودقات قلوبنا ما زالت تركض بضع ثواني حتى هبط عقلي مكانه فاستدركت أنني الأم .. غير مسموح لي بالخوف ولا بالبكاء ، حتى اصفرار وجهي سأُخفيه لأجلهم . سألته كيف أنت ؟ ببؤبؤ عينيه الثابت أشار بيديه اشارة ( انفجار ) فهمت انه لا يقوى على الكلام بعد ، يا الله ماذا اقول لأُحسّن الموقف ماذا اقول ! مسؤولية عظيمة ، أحاول أن أعالج الموقف حتى لا يترك ندبة نفسية له لاحقاً ! أمسكت يده وبلطفٍ قلت له أتدري يا يوسف .. سأحدث أطفالك بالمستقبل عن هذا الموقف سأقول لهم كيف كنت بطلاً في هذه الحرب .. وكيف خرجت محلقاً كالصقر من منتصف القصف والانفجارات سأقول لهم كان أباكم طفلاً بألف رجل ابتسم وبدأ يعدد مواقف أُخرى ، ويقول نعم ، صح سنخبرهم أيضا عن موقف كذا وكذا وكذا …. اللهم هدنة اللهم بعداً عن كل هذا الخراب .