📝قصة لوط عليه السلام . -------------------------------------------------------- 🌹أرسله الله ليهدي قومه ويدعوهم إلى عبادة الله، وكانوا قوما ظالمين يأتون الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء فلما دعاهم لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو وقومه. فلم يؤمن به غير بعض من آل بيته، أما امرأته فلم تؤمن. وقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء. لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد..كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته 🌹 ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد..وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين. خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر.رفعت وجهها فشاهدتهم فسألها أحد الملائكة: يا جارية.. هل من منزل⁉️ قالت : مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا⁉️ .. وما هي وجهتهم⁉️ فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد. قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم وهو يحاول عبثا إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية. 🌹سقط الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته. لم يرهم من أهل المدينة أحد. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره.أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم. وجاء قوم لوط له مسرعين.. تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم⁉️ وقف القوم على باب البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم (هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق جلّ في علاه قد هيّئهن لهذا الأمر. (فَاتَّقُواْ اللّهَ)وتذكروا أن الله يسمع ويرى.ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه. (وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق..ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها. 🌹كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.فدهش لوط من هدوئهم.وازدادت ضربات القوم على الباب.وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه. غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال. لا يلتفت منهم أحد كي لا يصيبه ما يصيب القوم . أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين.امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم. سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)⁉️ 🌹خرج لوط مع بناته وزوجته و ساروا في الليل وغذوا السير.واقترب الصبح. كان لوط قد ابتعد مع أهله.ثم جاء أمر الله تعالى اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.استمر الجحيم يمطرهم.وانتهى قوم لوط تماما. لم يعد هناك أحد.نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.هلك قوم لوط ومحيت مدنهم. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت. وأنطوت صفحة قوم لوط ومضي لوط في دعوته إلى الله . وهكذا أنتهت قصة سيدنا لوط.