قصص وعبر

من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه 💗 ومن أعجب القصص التي تدل على هذا المعنى ، إذ سار عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، ومعه بعض إخوانه فلقي راعي غنم ؛ فقال له ابن عمر : بعنا شاة من هذه الغنم ، فقال : إنها ليست لي إنها لسيدي ، فقال ابن عمر : قل لسيدك أكلها الذئب ، فقال الراعي : فأين الله ؟ فبكى ابن عمر رضي الله عنه وظل يردد : فأين الله ؟ ثم ذهب إلى سيده فاشتراه وأعتقه ، واشترى الغنم ووهبها له ، فانظر كيف عف عن شاة واحدة فأعتق ووهبت له الشياه كلها !!. فيا أيها الحبيب : هل أيقنت الآن أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ؟ وهل علمت أن الأمر صبر ساعة ، وأن من يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله ؟ إن من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه ، والعوض من الله أنواع مختلفة ، وأجل ما يعوض به : الأنس بالله ، ومحبته ، وطمأنينة القلب بذكره ، وقوته ، ونشاطه ، ورضاه عن ربه تبارك وتعالى ، مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا ، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى ؛ فحري بالعاقل الحازم ، أن يتبصّر في الأمور ، وينظر في العواقب ، وألا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذة الآجلة الدائمة الباقية .

تم النسخ
احصل عليه من Google Play