قصص وعبر

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​📝 قصة أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة . -------------------------------------------------------- في حالة غضب قال هارون الرشيد  لزوجته زبيدة، أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة!!!. ثم ندم على ما قال لأنه يحبها كثيرا، وهي حزنت كذلك حزنا شديد، ‏فجمع  علماء بغداد كلهم للفتوى. ف‏قال له العلماء كلهم: ومن يجرؤ منا أن يفتيك أنك من أهل الجنة؟!!. وضاقت الأمور علي الخليفة هارون الرشيد فقال لرجال حاشيته: أريد فقيها ربانيا من خارج بغداد الآن. قالوا هناك الليث بن سعد  شيخ فقهاء مصر، فاق في علمه  الإمام مالكا، وكان الإمام الشافعي يقول: ‏الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يكتبوا علمه في الكتب فضاع علمه. قال هارون الرشيد: أحضروه. فلما حضر ودخل، قام العلماء وقعدوا احتراما لفقيه مصر، وهذه صفة كانت تعرف لأحترام العلماء لذلك كان يقال (فلان يقام له ويقعد). عرض عليه المسألة، فنظر الليث في وجه هارون الرشيد ثم نظر في وجه العلماء... ‏ثم قال: يا أمير المؤمنين أريد أن أخلو معك وحدك  ومعك المصحف. فانصرف الجمع من المجلس وانتظروا بالخارج ماذا يحدث لحل تلك المعضلة الحديثة عليهم. قال له الليث: ضع يدك يا أمير المؤمنين على كتاب الله، وأقسم بأنك ستصدقني فيما أسألك عنه، فأقسم هارون الرشيد. فقال: يا أمير المؤمنين أما والله، لم أستحلفك تهمة لك فإني أعلم أنك صادق الكلم، ولكني أحببت أن لا تخدعك نفسك، أستحلفك بالله يا أمير المؤمنين هل ذكرت الله يوما خاليا  ففاضت عيناك؟!. هل بكيت  يوما مخافة  الله؟! وهل حقا تخاف مقام ربك يوم يقول لمن الملك اليو م فلا يرد أحد؟!. قال هارون: وحق منزل هذا الكتاب لقد حدث  ذلك مِراراً وتكرارا على فترات. قال الليث: افتح كتاب الله على سورة الرحمن، ففتح ثم قال: اقرأ سورة الرحمن بتدبر... فقرأ هارون حتي إذا وصل الى قوله سبحانه‏ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} سورة الرحمن. فقال الليث كفى... كفى... هي والله الإجابة الشافية يا أمير المؤمنين، لك جنتان لا جنة واحدة زوجتك زبيدة ليست بطالق، لأنه يقول ولمن خاف مقام ربه جنتان لا جنة واحدة. قال الليث: فليدخل العلماء الآن، فدخلوا. قال الليث لهم: أما والله لم أصرفكم استخفافًا بكم، ولكن أحببت أن أخلو بأمير المؤمنين حتى لا تدخل عليه نفسه. فصادق جميع العلماء قول الليث بن سعد في فتواه. قال رسول صل الله عليه ‏وسلم:‏ {لا يلج النار رجل بكى من خشية الله}،، وقال أيضا {عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله}. فابشر أيها الباكي من خشية ربك. المصدر:- كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - أبو نعيم الأصبهاني. 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃         

تم النسخ
احصل عليه من Google Play