📝 قصة رحلة شاقة في طلب العلم . -------------------------------------------------------- قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: قطع بن مخلدٍ رحمه الله على قدميه من الأندلس إلى بغداد مسافة أكثرمن ٥٠٠٠ كم لأجل ملاقاة الإمام أحمدبن حنبل رحمه الله وطلب العلم على يديه. يقول الإمام فلما اقتربت من بغداد ، وصل إليّ خبر محنة الإمام أحمد ؛ وعلمت أنه ممنوع من الاجتماع بالناس وتدريسهم فاغتممت لذلك كثيراً فلما وصلت إلى بغداد وضعت متاعي في غرفةٍ ثم خرجت أبحث عن منزل أحمد بن حنبل ؛ فدُللت عليه ؛ فطرقت الباب ففتح لي الباب الإمام أحمد بنفسه . فقلت : يا أبا عبد الله رجل غريب الدار ،وطالبُ حديث ،ومقيد سُنة ، ولم تكن رحلتي إلا إليك. فقال لي : إدخل ولايراك أحد فسألني وقال : أنا ممتحنٌ ، وممنوع من التدريس والتعليم.فقلت له : أنا رجلٌ غريب ؛ فإن أذنت لي آتيك كل يوم في لباس الفقراء والشحاذين ،وأقف عند دارك ، وأسأل الصدقة والمساعدة ؛ فتخرج إليّ ،وتحدثني ؛ ولوبحديث واحد. فقال: فكنت آتي كل يوم ؛ فأقف على الباب وأقول : الأجر رحمكم الله ، فكان أحمد يخرج إليّ ويُدخلني الممر ، ويحدثني بالحديثين والثلاثة وأكثر ، حتى اجتمع لي قُرابة(( ثلاث مئة حديث )) ثم إن الله رفع الكربة عن الإمام أحمد ، وانتشر ذكره ؛ فكنت إذا أتيت الإمام أحمد بعد ذلك { وهو في حلقته الكبيرة ، وحوله طلاب العلم } كان يُفسح لي مكانا ًويقربني منه ،ويقول لأصحاب الحديث : هذا يقع عليه اسم طالب العلم . 📗سير أعلام النبلاء (٢٩٢/١٣). 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃