كيف نرجو الثبات، بلا سريرةٍ صالحة، ولا مجاهدةٍ في الخلوات، ولا دمعةِ ندمٍ بين يدي الله؟ كيف يثبت القلب، وقد خلا من ذكره، وانشغل بحب الدنيا، وتراكمت عليه غشاوات الذنب؟ الثبات لا يُهدى لمن فرّط في السجود، ولا يُغرس في قلبٍ لم يُطهّر بالإنابة والخضوع. فيا من تطلب الثبات، أصلِح ما بينك وبين الله في الخفاء، وتحرّ ساعة السكون لتناجيه، وتنازل عن معصيتك لأجله، فإن من أصلح سريرته، أصلح الله علانيته، ومن خافه في الخلوة، ثبّته في الفتنة، ونجّاه في العلَن.
تم النسخ