مؤكد أنك أضعت في هذا العام أيامًا كُثر، وربما قصّرت في رمضان وأسرفت بعده، نحن في ليلة يومها يومٌ عظيم، إن استطعت ألا تفتر من الذكر واللّهج والدعاء فافعل، يكفي ما أضعت وفرّطت، إنما هي ساعات ففرّغ فيها نفسك وقلبك، وأقبل على ربّك، بثّ له موجعات أيامك، ومكدرات عمرك وحاجاتك وأحلامك وأمنياتك، سله أن يحبّك حبًا تتجاوز به الحياة حتى تنتهي بك وهو عنك راض، سله أن يُعظم الرضا في صدرك، واليقين في قلبك فتغدو الأمور الشديدة هيّنة عليك. ضمّ بالدعاء والديك وأحبابك، والمسلمين، واستكثر! قال ابن عبدالبر -رحمه الله- في شرح حديث: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة... (دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، ودعاء يوم عرفة مجاب كلّه في الأغلب) أيمّا دعوة تتمناها من قلبك، وتحبّها ولم يحن أن تؤتي ثمارها إلى الآن، أمامك عرفة، ادعُ بها عند فطرك / في سجودك فرصَة للإلحاح. أيما أمنية تتمنّاها من قلبك، هذا يومٌ تجبى فيه المحابّ والأمنيات. عرفة فرصة العمر، فطُوبى لمن يغتنم!