قصص وعبر

رُوي أنَّ رجلًا من الأعراب أصابته الحُمّى في أيام القيظ الشديد، فاشتد عليه المرض، فخرج إلى الأبطح في وقت الظهيرة، حيث كانت الشمس في كبد السماء، والحرّ يلفح الوجوه لفحًا. تعرّى الرجل من ثيابه، وطلَى جسده بالزيت، وجعل يتقلّب على الحصى تحت الشمس المحرقة، وهو يقول يخاطب الحُمّى: > سوف تعلمين يا حُمّى ما نزل بكِ وبمن ابتُليتِ، عدلتِ عن الأمراء وأهل الثراء، ونزلتِ بي! وظل يتمرّغ في الرمضاء حتى سال منه العرق وذهبت عنه الحُمّى، فقام معافًى نشيطًا. وفي اليوم التالي، سمع مناديًا يقول: قد حُمَّ الأمير بالأمس! فقال الأعرابي: -أنا والله بعثتُها إليه! ثم ولى هاربًا مسرعًا في الفلاة خوفا من العقاب. - نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن.

تم النسخ
احصل عليه من Google Play