استيقظ «حاتم» من غفلته على صوت رسالة استقبلها هاتفه، فأمسك بالهاتف ليرى حب عمره ترسل له دعوة حفل زفافها وتؤكد عليه ضرورة الحضور: «حاتم.. أنا فرحي الخميس الجاي لازم تيجي ولو ما جتش هالغيه وهكون أتعس واحدة في الدنيا.. وأنا عارفة أنك بتحب تشوفني سعيدة.. أرجوك تعالى هستناك». صدم «حاتم» في رسالة حبيبته، فإذا كانت ستبدأ حياة جديدة مع رجل غيره لماذا تؤكد على ضرورة حضوره؟ وبدأ يتذكر قصة حبهما الطاهر وخوفه عليها، وفور ما علم بأن والدها على علم بعلاقتها بشاب توجه إلى منزلها ليثبت حسن نيته، وقابل والدها وأخبره بحبه لابنته ولكن ما يمنعه دوما من خطبتها هو عدم قدرته المادية للزواج فقد توفى والديه منذ سنوات وراتبه يجعله عاجزا أمام الادخار للزواج ولم يجد من يساعده في الأعباء بعد وفاة والديه. كان والدها متفهما لظروف حاتم، ومنحه مهلة عام كامل، على أن يتخذ خطوة في سبيل الزواج حتى إذا كانت خطوة بسيطة تؤكد نيته بزواجه بابنته، ولكن مر العام سريعا عمل فيه «حاتم» أكثر من وظيفة ليستطيع الزواج بحبيبته، لكن في نهاية العام فوجئ بارتفاع الأسعار الذي وصل إلى الضعف، فأيقن حينها أن الحظ يعانده وابتعد عن حبيبته وقرر أن يعيش وحيدا بدلا من تعليق حبيبته به وهو على هذا الحال. وها هي الآن تدعوه إلى حفل زفافها؛ فبدأ يترقب عقارب الساعة إلى أن جاء يوم الخميس المنتظر وارتدى بذلته الأنيقة وتوجه إلى منزل حبيبته، الذي ملأته الألوان المبهجة والأغاني الصاخبة، وفور دخوله باب الشقة هلل جميع الحضور فاستغرب من أمرهم، إلى أن وجد والدها يعلن للجميع عن حضور «عريس» ابنته، فازداد استغرابه للأمر والتفت ليجد حبيبته تمسك بيديه وتتوجه به إلى مقعد العروسين، وتقص عليه سبب هذه المفاجأة. فقد ترقب والدها تصرفاته وأيقن أنه الرجل المناسب لابنته، وأن الظروف المادية هي العائق الوحيد أمامه رغم محاولاته المستميتة إلا أن رفع الأسعار كان لا يد له فيه، فهو الأمر الذي تأذى منه الجميع فقرر الزواج دون تكاليف تذكر ليخفف من أعباء الحياة على أن يعيش الزوجان بمنزل عائلة العروسة وباقي الأمور ما هي إلا شكليات أصبحت عائقا أمام مستقبل الشباب. وبعدها وجد والد حبيبته يقترب ومعه المأذون ليعلنهما زوجان أمام الجميع ويحقق حلم عاشقان أجبرتهما الظروف على الفراق.