قصص وعبر

تقدم لخطبتي شاب لا أعرفه ولا أعرف عنه شيئًا ، رفضت الأمر بداية؛ لكنه نال إعجاب والدي، فقدم له موعدًا.. مما دفعني إلى قبول الموعد إكرامًا لأبي؛ لكني كنت متيقِّنة من أني سأرفضه. حان موعد الخطبة.. قَدِم الرجل بصحبةِ والدته.. لم أهتم للأمر كثيرًا.. كل ما كان يهمني هو أن ينتهي هذا اليوم بسرعة وأتخلص من هذا الضغط. جلستُ قرب مرآتي أقوم بآخر الترتيبات، لألمح أمي تدخل غرفتي وفي يدها كيس صغير _ ما هذا ؟ _ أحظره الرجل وطلب مني تقديمه لك ! استغربتُ الأمر، فتحتُ الكيس فإذا به يحتوي مصحفًا ومغلفًا ، قمت بفتحه بسرعة متلهفة لمعرفة ما فيه. وجدتُ رسالةً مكتوبةً بخطٍ، جميل ربما هو خط يده! بعد بسم الله الرحمن الرحيم يا شقيَّة ! هل شُفيتْ كفَّاك من تورمات برودة الصباح وكأنك عامل بناء، أم مازلتِ تضعين عليها المرهم! مع مَن تتشاجرين في أحلامك حتى تصبح تعاليم وجهك مكشرة كل صباح؟! وما ذنب قِطّ جاركم المسكين لتبعديه عن طريقك! ألا تعلمين أن تناول البيتزا صباحًا أمر نادر لم ألحظه إلَّا عندك! ألا تعلمين أني أحسد العجوز -بائع الفول السوداني- الذي تُقبلين عليه دومًا بابتسامتك! سأُخبرك سرًا ، اللون الأزرق يناسبك أكثر من البنفسجي الذي لا تملين منه، فأرجوكِ لا ترتدي الأزرق إلَّا حينَ أكون معك.. في فصلِ الشتاء تزهر وجنتاكِ ورودًا ، مما يصيب أنفك بالحساسية بسبب غُبار طلعهما، وتدمع عيونك كقطرات ندى تتلألأ مع أول إشراقة شمس. أعرف كل شيء عنكِ، وماذا عنكِ؟! ألا تعرفينني؟! سأخبرك أنا المرهم على أصابعك وقِطّ يتشوق لعصبيتك الصباحية ، قطعة بيتزا تسد جوعك، كيس فول سوداني يواسي وحدتك، زرقة سماؤك، ساقي يرعى ورودك ، أقيم أمام جامعتك، وأعمل بالقرب من منزلك فلن تتأخري عن دوامك، إن غدوتِ ملكي وغدوتُ ملكك! فإن قبلتِ عرضي يمكنك الخروج لرؤيتي وإلَّا فدعيني أرحل.. فلا أرغب أن أرى نظرة الرفض في عينيكِ.. هل تركتَ المجال لي لأرفضك؟! بِتُ أشتاق جدًا لرؤيتك.💙

تم النسخ
احصل عليه من Google Play