📚قصة وعبرة📚 🍃الهدية تغسل القلوب🍃 حدثني أحد جيراني بقصة حصلت معه، يقول: كان أحد أقاربي يضايقني بكلامه، ويجرحني ببعض تصرفاته لي أمام الآخرين ، مع أن عمري تجاوز الأربعين ، والرجل الذي لم أسلم من لسانه عمره تجاوز الستين. والله لم أنسه من الدعاء في سجودي ، ولم أنسه من الدعاء بين الأذان والإقامة، فحينما أدعو لنفسي أدعو له بالمثل. أذكر مرة كنا في مجلس ، وكنت قد تطيبت بعطر العود ، فقال أحد الأقارب : ما شاء الله رائحة العود جميلة ، وكان هو قريباً منا ، فقال : لعله سرقها. فأخبرت أخاه فقلت له : ماذا يريد أخوك مني؟ والله لم أذكر أني أخطأت في حقه ، أو صار بيني وبينه خلاف سابق ، فقال : أخي هداه الله يقول: لا أرتاح له. فأخبرت أحد المقربين إلي بقصتي معه.. فقال : أوصيك بأن تذهب إلى أحد الأسواق وتشتري له هدية غالية الثمن ، وزُره في منزله ، وأخبره أنك تحبه في الله ، وأن هذه الهدية دليل على محبتك له ، ولا تطل الزيارة ، وأنسب وقت بين المغرب والعشاء. فتوكلت على الله ، وسمعت نصيحة صديقي ، وانطلقت إلى أحد الأسواق المعروفة بالعطور والعود ، واشتريت له هدية غالية الثمن ، والله إن قيمتها 1200 ريال. ذهبت إلى منزله اليوم الثاني ، وطرقت الباب ، ففتح لي وعبس بوجهي ، وقال : نعم. ما رأيك تريد أن تدخل؟. فقلت له : ما أتيت إلى منزلك أيها الغالي إلا لكي أزورك وأسلم عليك. فدخلت منزله، وتبادلت الكلام الطيب معه ، ثم استأذنته بالخروج نظراً لضيق الوقت واقتراب وقت صلاة العشاء ، فقلت له: تعال معي ، لدي غرض لك في السيارة. فذهب معي ، ثم فتحت باب سيارتي وأخرجت الهدية ، فقلت له : خذ هذه هدية مني لك ، ووالله إني أحبك في الله ، وهذا أقل شيء أقدمه لك. يقول: أتدري ماذا حصل له؟ والله بكى هذا الرجل واحتضنني وقال : أرجوك سامحني ، والله إني مقصر معك ، وأعترف أني أخطأت في حقك كثيراً. 🔘العبرة المستفادة: ¤ طهارة قلب هذا الرجل ، واحتماله الأذى من قريبه. ¤ الدعاء له بكل خير ، وحرصه على عدم حمل غل بقلبه لأحد. ¤ شراء الهدية له ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «تهادوا تحابوا »، فغيرت حال الرجل. ¤ أن المعاملة الطيبة سبب في إحراج المسيء ، مهما كان عمره أو منصبه. ¤ الصبر على الأذى ، واحتساب الأجر ، وعدم مقابلة المسيء بمثل إساءته.