قصة أصحاب الأيكة : هم قوم مدين الذين عبدوا شجر الأيك من دون الله ، سكنوا صحراء النقب في فلسطين ، وأرسل الله إليهم أكثر من نبي إلا أنهم بغوا وطغوا .. ومدين هذا كان أحد أبناء نبي الله إبراهيم عليه السلام ، فسميت المدينة باسمه ، وكان قومها يتاجرون في الأغنام ، ولكنهم كانوا يسرقون في الأوزان ، فأرسل الله لهم نبي الله شعيب ؛ ليدعوهم إلى القسط في الميزان ، وكان نبي الله شعيب عليه السلام ، ضريرًا ، ومع ذلك لم ييأس من دعوة قومه إلى عدم الغش في الميزان وإلى عبادة الله وحده ، وظلّ يذكّرهم بما حصل لقوم عاد وهود إلا أنهم صدوه . استمر شعيب يجادلهم بلطف مؤثراً استمالتهم باللين واجتذابهم بالرفق ، ولكن القوم في الضلال ممعنون ، وفي الغواية سابحون ، فدعا سعيب عليهم فاستجاب الله دعاءه وابتلى القوم بالحر الشديد ، لا يروي ظمأهم ماء ، ولا تقيهم ظلال ولا تمنعهم تلال أو جبال ، ففروا هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلة عن حرارة الشمس ، وحسبوها ستاراً من شدة الحر فاجتمعوا تحتها ، وما أن اكتمل عددهم وصاروا كلهم تحت الغمامة ، حتى بدأت ترميهم بأسراب من الشرر واللهب ، وجاءتهم الصيحة وعذاب الظلة من السماء ، وزلزلت الأرض تحت أقدامهم ، حتى زهقت أرواحهم وهلكوا جميعا .. وكان ظلمهم بشركهم بالله وقطعهم الطريق ، ونقصهم المكيال والميزان ، فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة وعذاب يوم الظلة .