تذكرتُ مشهدًا لِـمستر بين حينَ كتب لنفسه رسالة وأغلقها بإحكام، ثم خرج من الباب وأرسلها لنفسه وأغلق الباب وتفاجئ بالرسالة وهو سعيد جدًا بها، قَد يبدو هذا المشهد ساخرًا يكتب لنفسه رسالة ويقوم بإرسالها أو حين يُهدي أحدهم لذاته هديّة ليجبُر بخاطره، وقد يبدو مضحكًا قليلاً حين يقول لنفسه تزعّلك الدنيا وأراضيك أنا. قد تبدو هذه المواقف كلّها لا معنى لها، أو ساخرة جدًا، ولكنْ بتأملها عن قرب ستعلمُ أن ذلك عين الرّحمة بالنّفس، وحقيقة الرأفة بها، وأنّ على الإنسان أحيانًا أن يتعامل مع ذاته ككيان منفصل عنه ويلبي لها احتياجاتها، فيكون إنسان في جسد واحد، إنسان يتعب والآخر يهون عنه، يتيهُ والآخر يرشده، يزعل والآخر يراضيه . لنفسك عليكَ حقّ، وحقها الإحسان إليها والرأفة بها واحتواءها. ارأف بنفسك كما ترأف بغيرك