قصص وعبر

#قصص_اليوم 🌰 من طرائف الأدب ودهاء العرب 🌰 ----------------------------- يروى أن بعض الملوك عزم على غزو عدو له ، فأرسل قبل ذلك جاسوساً ليتعرف على أحوال هذا العدو وعلى مدى استعداده للحرب ، ولكن تنبه العدو للجاسوس وقبضوا عليه وأرغموه على كتابة رسالة لمن أرسله يقول له فيها : إن العدو ضعيف فأقدم لغزوه فكتب إليه ما يلي : أما بعد فقد أحطت علماً بالقوم ، وأصبحت مستريحاً من السعي في تعرف أحوالهم وإني قد استضعفتهم بالنسبة إليكم ، وقد كنت أعهد من أخلاق الملك المهلة في الأمور والنظر في العاقبة ولكن ليس هذا وقت النظر في العاقبة ، فقد تحققت أنكم الفئة الغالبة بإذن الله وقد رأيت من أحوال القوم ما يطيب به قلب الملك ثم كتب أسفل الرسالة: (( نصحت فدع ريبك ودع مهلك )) والسلام . فلما انتهى الكتاب إلى الملك قرأه على رجاله فقويت عزيمتهم على الخروج ، ثم إن الملك خلا بخاصته من الكبراء وأهل الرأي وقال لهم : أريد أن تتأملوا هذه الرسالة فإني شعرت منها بأمر وإني غير سائر حتى أنظر في أمره . فقال بعضهم : ما الذي لحظ الملك من الرسالة ؟ قال الملك: إن فلاناً من الرجال ذوي الحصافة والرأي ، وقد أنكرت ظاهر لفظه وقد تأملت فحواه فوجدت في باطنه خلاف ما يوهم الظاهر فمن ذلك قوله : أصبحت مستريحاً من السعي كأنه يريد أنه محبوس . وقوله : استضعفتهم بالنسبة إليكم يريد أنهم ضعفنا لكثرتهم . وقوله : إنكم الفئة الغالبة بإذن الله يشير إلى قوله تعالى : كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة وقوله : رأيت من أحوال القوم ما يطيب به (( قلب الملك )) فإني تأملت ما بعده فوجدت أنه يريد بالقلب : أي قلب الجملة . لأن الجملة الآتية مما يوهم ذلك فقلبت الجملة وهي قوله : نصحت فدع ريبك ودع مهلك . فإذا مقلوبها : كلهم عدو كبير عد فتحصن . من كتاب :زخارف العرب... ▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

تم النسخ
احصل عليه من Google Play